فن التقدير: كلمة شكر قد تصنع متطوعًا جديدًا
مقدمة
في عالم العمل التطوعي، قد يظن البعض أن ما يدفع المتطوع للاستمرار هو فقط رغبته في العطاء أو شغفه بخدمة مجتمعه. لكن الحقيقة أن هناك عاملًا خفيًا، بسيطًا في مظهره، عظيمًا في أثره… وهو التقدير.
كلمة شكر صادقة، أو لفتة امتنان صغيرة، قد تكون السبب في استمرار متطوع أو حتى ولادة متطوع جديد.
التقدير… حافز يتجاوز الكلمات
الشكر ليس مجرد مجاملة؛ بل هو طاقة معنوية تمنح المتطوع شعورًا بأن جهده لم يذهب هباءً. كثير من المتطوعين لا يبحثون عن مقابل مادي، لكنهم يتطلعون دائمًا إلى كلمة تؤكد أن ما قدموه وصل إلى قلوب الآخرين.
التقدير يعزز الانتماء، ويمنح المتطوع دافعًا ليبذل أكثر، ويجعل المبادرات تبدو وكأنها بيت مليء بروح الامتنان.
صور التقدير داخل الفرق التطوعية
التقدير لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، بل يمكن أن يكون في أبسط أشكاله:
-
كلمة شكر علنية أمام الفريق أو في مجموعة التواصل.
-
رسالة خاصة قصيرة تعبر عن الامتنان.
-
بطاقة أو شهادة تقدير رمزية تحفظ للمتطوع ذكرى جميلة.
-
ذكر اسم المتطوع في منشور أو مقال كإشارة إلى جهوده.
-
ابتسامة وعبارة تقدير مباشرة بعد نهاية المبادرة.
كل هذه الصور تترك أثرًا عميقًا، وقد تكون السبب في أن يشعر المتطوع أن وقته وجهده كان لهما قيمة حقيقية.
أثر التقدير على استمرارية العطاء
عندما يُقدَّر المتطوع، يزداد التزامه بالفريق ويصبح أكثر استعدادًا لتحمل المسؤوليات. بل إن ثقافة التقدير قد تجعل الفريق جاذبًا للآخرين؛ فالمتطوعون الجدد حين يرون بيئة مشبعة بروح الشكر والاحترام، يشعرون برغبة في الانضمام.
التقدير هنا لا يصنع فقط متطوعًا سعيدًا، بل قد يصنع فريقًا أكثر ترابطًا، ومجتمعًا يجدّد ثقافة الامتنان والعطاء.
التقدير يعكس صورة الفريق أمام المجتمع
الفريق الذي يعرف كيف يشكر أعضاءه يرسل رسالة ضمنية للمجتمع: "نحن نؤمن بقيمة الإنسان قبل العمل". وهذا يعزز ثقة المجتمع بالفريق، ويدعم مكانته ككيان يحترم الجهود مهما كانت صغيرة.
الخاتمة
في النهاية، التقدير ليس مجرد كلمة عابرة، بل هو بذرة ولاء تنمو داخل قلب المتطوع. قد تصنع كلمة شكر فرقًا بين متطوع يقرر أن يتوقف، وآخر يقرر أن يواصل ويجتهد أكثر.
فلنزرع جميعًا ثقافة الامتنان، ولنمنح الكلمة الطيبة حقها… فربما بكلمة بسيطة، نكون قد صنعنا متطوعًا جديدًا، أو حافظنا على قلب متحمس في مسيرة العطاء.
إرسال تعليق